کد مطلب:239435 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139

وصیة ابراهیم الامام
و بعد كل الذی قدمناه، لم یعد یخفی علی أحد، كم سفك العباسیون من الدماء البریئة - عدا عما سفكوه من دماء بنی عمهم العلویین - و نزید هنا : أن ابراهیم الامام أرسل الی أبی مسلم یأمره : « بقتل كل من شك فیه، أو وقع فی نفسه شی ء منه، و ان استطاع أن لا یدع بخراسان من یتكلم بالعربیة الا قتله فلیفعل، و أی غلام بلغ خمسة أشبار یتهمه فلیقتله، و أن لا یخلی من مضر دیارا » [1] .

و لعل سر أمره له بقتل كل عربی یرجع الی أنه كان یعلم أن ذلك یرضی الخراسانیین، الذین كانوا مضطهدین علی أیدی العرب .. كما أنه كان یعلم أن العرب لن یستجیبوا له استجابة واسعة ضد الامویین، لأن الدولة الامویة كانت ترضی غرور العربی، و تؤكد اعتزازه بجنسه و محتده ..



[ صفحه 123]



یضاف الی ذلك ما كان یعانیه العرب من الانقسامات الداخلیة، التی كانت تمزق صفوفهم و توهن قوتهم ..

و أما المضریة فقد كانوا جماعة نصر بن سیار الموالی للامویین، و الیمانیة كانوا جماعة ابن الكرمانی المناهض لنصر [2] .


[1] الطبري، طبع ليدن ج 9 / ص 1974، و ج 25 / 10، و الكامل لابن الأثير، ج 295 / 4، و البداية و النهاية ج 28 / 10، و ص 64، و الامامة و السياسة ج 2 ص 114، و النزاع و التخاصم للمقريزي ص 45، و العقد الفريد، طبع دار الكتاب ج 479 / 4، و شرح النهج للمعتزلي ج 267 / 3، و ضحي الاسلام ج 1 ص 32.

[2] راجع : تاريخ الجنس العربي ج 417 / 8.